دراسة طبية: الغثيان الشديد أثناء الحمل يزيد من مخاطر الاضطرابات العقلية والنفسية

كشفت دراسة دولية موسعة عن ارتباط وثيق بين الإصابة بفرط القيء الحملي ـ وهو الشكل الشديد من الغثيان والقيء خلال الحمل ـ وبين ارتفاع احتمالات تعرض النساء لمشكلات صحية عصبية ونفسية، تفوق بكثير نظيراتهن اللاتي لا يعانين من هذه الحالة.

الدراسة، التي أجراها فريق من كلية كينجز كوليدج لندن بالتعاون مع مؤسسة جنوب لندن ومودسلي التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، اعتمدت على تحليل بيانات ما يقارب 476 ألف حالة حمل تم تشخيصها بفرط القيء الحملي من خلال 135 مركزًا صحيًا في 18 دولة حول العالم.

وأظهرت النتائج أن هذه الحالة تطال نحو 3.6% من الحوامل، وترتبط بزيادة تتجاوز 50% في احتمالات الإصابة بـ 13 اضطرابًا نفسيًا وعصبيًا، من بينها ذهان ما بعد الولادة، واضطراب ما بعد الصدمة، إضافة إلى مضاعفة احتمالات الإصابة بـ اعتلال الدماغ فيرنيكه الناتج عن نقص فيتامين "ب1"، ومتلازمة إعادة التغذية، فضلًا عن اضطرابات الأكل والاكتئاب.

كما بينت الدراسة أن النساء اللاتي يعانين من الغثيان الشديد أكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة بمقدار 2.7 مرة مقارنة بغيرهن.

وفي سياق متصل، لفتت الدراسة إلى أن فرط نشاط الغدة الدرقية يعدّ من أبرز أسباب دخول الحوامل إلى المستشفى خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. ورغم أن غالبية الحالات تتحسن مع بداية الثلث الثاني، فإن المصابات غالبًا ما يواجهن أعراضًا عنيفة تشمل الغثيان والقيء الحاد، وفقدان الوزن، والجفاف، إضافة إلى شعور متزايد بالقلق وعدم اليقين بشأن استكمال الحمل.

هذه النتائج تسلط الضوء على ضرورة تعزيز الوعي الطبي بحالات فرط القيء الحملي، وتقديم الدعم النفسي والبدني للحوامل المصابات، باعتباره أحد المؤشرات الخطرة التي لا تقتصر تداعياتها على الصحة الجسدية فقط، بل تمتد لتشمل الصحة النفسية والعقلية على المدى الطويل.